في ظل نورها

في الظل تجلس نادين لبكي، في تلك العتمة الحميمة خلف عدسة الكاميرا. ثمة سحر خاص بها، تتقنه دون سواها و تجعلك تتسمّر أمام الشاشة لدى مشاهدة عمل ما من توقيعها. لها ذاك الدفء المميّز و العين الثاقبة التي تعرف تماما كيف تقدّم مشهدا يأسرك بصرياً و عاطفياً. حركة الكاميرا التي تصبح نبضا يتسارع حينا أو يكاد يتوقف، و شخصيات تتحرك في كادرات منتقاة بدقة مطلقة و تناغم ساحر، لا شائبة تجرح العين و رسالة واضحة تماما: نادين لبكي توقّع كل عمل بأنامل امرأة مبدعة

و في عودة الى الفيديو كليب بعد انقطاع طويل، و عودة مع نانسي عجرم التي معها كانت البدايات، تقدّم نادين لبكي شريط يبيّن تماما ان عينها ما تزال على المرأة. فقد استفادت من مضمون الأغنية لتتطرّق الى دور المرأة بعد أن تنتقل من كونها الحبيبة  لتصبح الزوجة و الأم فتغيب الرومانسية و الملاطفة و تتحوّل المرأة غالبا الى كائن يعتاد الرجل وجوده فيفقد الكثير من رونقه الأوّل. نادين لبكي لا تهمل أي تفصيل فتقدّم المرأة في عالمها الأنثوي في المشهد الأول، المرأة التي تتجمّل و تتعطّر في انتظار نظرة اعجاب من زوجها…حتى حركة الزوجين بدت غير متناغمة، هو يسبقها دوما و قلما يلتفت اليها و هي متأخرة عنه، تلتقط ما خلّفه

في ذروة المشهد تراقب المرأة ثنائيا يتهامس بمودة، تراقب ضحكة ابنتها، تدير خاتم الزواج في اصبعها و تبكي….هي لا تريد أن تطلب منه أن يرى المرأة فيها بل تريد أن يشعر بها من تلقاء نفسه . و تمشي في الخلف مجددا  و تعود الى أنوثة مجروحة تتلمّس جسدها…جسدها المغري الذي ما عادت تثق به حقا، تغمض عينيها و تحلم

لا تجرح امرأة في أنوثتها مهما بدت قوية أو غير مبالية… المرأة شجرة و الحب فصول فلا تترك الشتاء يقسو طويلا على قلبها أو تترك الخريف يغيّر طويلا لون جلدها/ كن ربيعا يجدد فيها الحياة و صيفا يُنضج ثمارها و ذكرّها دوما أنها أغوتك منذ الشجرة الأولى و إن لقيتها وحيدة في ركن موحش من ذاتها، أيقظ أنوثتها الكامنة و كن القمر الذي يسبح في ظل نورها / و الذي من رحمها يخرج الى الحياة معمّدا بالحب كل مساء

شكرا نادين لبكي على كل ما تقدّمين من موهبتك الهادفة و شكرا نانسي عجرم على هذه اللفتة  الى قضايا المرأة

One thought on “في ظل نورها

Leave a comment