حين جئت اليك هذا الصباح لم اكن اعلم
انك من تحت جلدي سوف تُخرج أنهارا تجري في الخفاء
و انك سوف تلقي برأسك فوق يدي
و تستمع
الى اعترافات خطيرة
بجرائم أصابعي.
فلنمارس هذا العنف اذاً،
فلنتبادل الوجع بنوبات منظمة
فلتعذبني الآن يدك لنسرق من الغد وعده،
السعادة خادعة، وحده الألم شفاف
و انا… بالألم… أحبك
فلنمارس هذا العنف اذاً
نترك للرعب ان يلعب بيننا
ان يتركنا مذهولين، هادئين
ان يأتي ذاك السكون الرهيب بعد الصراخ
حين تنحسر نوبة الالم
حين تبلل لسانها بالدم عند اطراف الجراح
ان ابكي الما، ان لا تتوقف.
تعال اليّ أطهرك بهذا الجحيم اللذيذ
من معاصينا القادمة
تعال الي
أضئ شمعة و اذرف صلاتها حبة حبة فوق ظهري
فلنطرد الجسد من الروح
فلنتعانق كوحشين اعترفا اخيرا بجلدهما
فلنهيئ جسدنا للوليمة
فلتكن مرآتي و اكن مرآتك حين ينقبض الوجه
حين تتوارى النظرة و ينفتح كهف الصراخ
فلنصبح ذاك الكائن الاسطوري المرعب
فلاسرقك من عملك و لتسرقني
لنرسم وشم التنين فوق القلب،
لتنزلق أفعى حول الخاصرة،
لتجعلها حبلا ومن خاصرتي تشنقني اليك.
فلنعجّل استيقاظ وحش الرحيل بيننا
و نحيا معه علّنا يوما نروّضه
فلنتألم الآن معا عوض ان ننكسر وحيدين لاحقا
فلنحضّر مراسم جنازتنا و نكف عن الانتظار
فلننضج مع الموت و يحرثنا،على مهل، الوقت.
الشوق بئر
لنرتمي دون حبل، نسرق من النيزك سقوطه.
تحت يدي يمر الوجع، كالموج
فتقول انك تحسد البحر
أنحني فوق ظهرك أقبّل أقدام زبد طاف فوق الحريق
فلنرقص فوق فوهة الجنون و لنعد تائهين
فلننعتق من الجمال فلا نخاف بعد ذلك ان يشوهنا الرحيل
و لنرحل الى تلك الأماكن القصية في النفس
الى الأسرار السوداء
تشربني و أشربك
كما العتمةُ الضوءَ
فلتتدفق حياتي في فمك
و تشهق بشهوة الموت
بوجعٍ صوفي
بغزارة الخوف.
تشرّح جثة الحزن فوق وجهي،
من يدك تطلع شمس ثانية
تغير خارطة العتمة
” تعالي الي أداويك من قلبك
و بجوع الذئاب ألتهم أوجاعك”
فلنذهب اذاً
الى رعشة الخوف النائية
بشجاعة المحاربين
و نرمي قدرنا كالنرد
و نرقص كالهنود الحمر
مضرجين بضحايانا
لا خوف علينا بعد اليوم … لا خوف بعد الرعب
و ان عاتبني الغيب أقول:
لم أفعل شيئاً سوى انني أدميتُ غيمة.
في ليالي الأرق أربي الجمر
و حين عند فوهة البراكين أنام
أحلم بطائر غريب
ريشه رماد
رأسه اشتعال
بيته تحت الماء
منفي يجرّح صدر السماء
تعِب لا يقدر ان يستريح.
شد على عنقي خذني الى الغرق
في قاع قلبي اوفيليا تستغيث
الماء يملأ عيني فتتدفق كائنات تسكن العتمة
مسوخ تصادر الماء الأسود
تمد رأسها، تفتح فاهها، تنقض
أصرخ… لا أصرخ
صوتي سجين يدك
أنتفض… لا أنتفض
أراقب
رؤياي
بصمت آلهة تترك خلقها للقدر
سواد و مخلوقات مفترسة و طفلة في ثوب ابيض
لا اخاف الكوابيس… و لكن رأسي يرعبني
امد يدي نحوها فتبصرها كائنات نهمة
يطوف ثوب أحمر فوق سواد الذاكرة.
شد قبضتك أكثر
علني في المرة القادمة ادركها أسرع
علني في موت ما وشيك، أنقذها
أو أموت عوضا عنها
ضمني اليك
نمتْ فوق قلبي الطحالب و جاء الحصاد
تركني غير صالحة لمواسم الثمر
شربني ملحٌ على غفلة مني و تحول ماءً بلّل عنقي
بلّل شفتي
بلّل شفتيك فوق حزني
قطرة تمشي بين جسدين
و تعبر زمنَيْن
أعطني أن أتلاشى قليلاً
فأبتعدَ عني
أن أكون نتف أشياء ممزقة تخترع مرآة اخرى
تمارس فيها شكلها الجديد
أعطني أن أذهب الى مخيلة الظبية
تجترح معجزة الهرب
أعطني أن أذهب الى رئة اللبوة
ممتلئة برائحة القتيلة
ان اكون اللبوة فوق الظبية
ان اكون الظبية تحت اللبوة
ان أنظر الي بعينيّ الفريسة و بعينيّ المفترسة
الى ان تكون انتَ الشبق الذي يخترق رحم الأمنية
و جنيناً يضحك ينتشلني و يسميني …
مُناي…